"لا عذر للفاشلين في الحب"
.
.
.
لم يكن الزمن ليسأل أحدنا، كم من الوقت مضى عن آخر لقاء بيننا؟ سنة؟ سنتان؟ عشر؟
كنت أغزل الوقت كما يغزل العشاق أشعارهم المسيّجة بالروح التقية! وكنت أعرف أنني أزداد ابتعادا عني، كلما أوغلت في الوقت بحثا عنك!
.
"لا عذر للفاشلين في الحب"! قالها غارثيا ماركيز، بصيغة المزاح! لكنني رأيت في عينيه حزنا قديما ذكرني بي!
فكان لا بد أن أعيش على إيقاع هذا النوع الشفيف من الفشل، وأن أجثو على وحدتي، مقتنعا ألا عذر للفاشلين في الحب! *
.
أعرف جيدا أنني تهت كثيرا بين "سحب الصيف" التي لا تمضي! كل سحابة خلتها مارة توقفت في مكانها، وظللت أتأملها وأنا أعقد قرانها على خيباتي الكثيرة!
نعم! تماما كما عقد قلبي قرانه على الحزن! وها أنا ذا، أنظر إلى ساعتي وأسأل نفسي: كم الساعة؟ كأن الزمن توقف في مكان ما، بين قلب كان لي وصار علي!
.
.
لعلي كنت سأمضي إلى يومي كما أمضي إليه فارغا مني، لو لم تستوقفني رسالتك على جوالي بمجرد أن فتحته!
اعتقدت أنها ريح القلب العاصفة التي بعثرت اسمك في الجهات الخمس، أعادتك فجأة إلى جوالي على شكل سؤال: هل ما زلت تذكرني؟
.
في مكان ما من القلب، ترقد زهرة زرعتها فيه لئلا يسرقني اليأس! كنت كلما زحفت حوافر الكآبة في روحي، أفتح نافذة صغيرة تطل عليها!
فأتعجب من قدرتها على العيش وسط كل تلك الفوضى والركام! وكنت أكتشف قدرتي على الأمل، وأنا أتمسك بها، كما يتمسك الضرير بطرف عصاه!
لكني عندما فتحت نافذتي صباحا، وجدت الزهرة قد ماتت! فعرفت ألا عذر للفاشلين في الحب وفي الأمل!
.
.
!
|