ُسلاف الحرف
ما أجمل الحرفَ عطرُ الورد يسكنه
ريانَ يعبق في الأعماق مذ ينعا
ما زال يهمي بوعد العاشقين رؤىً
في مهجة الروح حيث الشوق قد زرعا
لم يعرف الشوكَ إلا طيفَ سانحة
قد أوردته تخوم الشك فارتجعا
حتى إذا نبتت في القلب سوسنة ٌ
مد الأكف لها نحو السما ودعا
أن يرتوي القلب من تلك الحياض ندى
عذباً زلالا من الفردوس قد نبعا
ترنو له الروح إذْ دارت سلافته
يوما وحَلَّق نسرُ الوجد مرتفعا
يسري مع النفس إذ آبت رواحلها
قد أدركت في رياض الغيم منتجعا
ما أن عبرن جبال الصمت جئن به
سيلا تحَدَّرَ ذاك الحَزْن مُفترعا
يتلوه سرب سحاب في عباءته
مُزنٌ حبسن هزيم الرعد فامتنعا
عيني على الكأس إذ فاضت جَوانِبُها
شهداً فبرقُ سيوفِ الشعر قد لمعا
كم من حروف جرت في طرف سنبكة
حتى اتخذن من الأحداق مضطجعا
عانقتهن فصدري خِدْرُ عاصفة
والمد أقبل كالطوفان مندفعا
فانشق قلبي إلى طودين منشعبا
يبكي فراق شراع الحزن إذ نزعا
أمسكت طرف عصا سحري لأقذفها
ما أن رأيت بنات الجن جئن معا
حتى ضحكن وقلن الآن تنكرنا
وأنت كنت الذي قد زارنا ودعا
واستعتبتني دنان الشهد صارخة
هل يطرد المرء ضيفا جاءه وسعى
راقصتهن وتحتي الأرضُ ذاهلة
ترنو إلى البدر زار الشمس فاجتمعا
عيسى عدوي