((عزة النفس، لا تشترى بالمال))!!!
((عزة النفس، لا تشترى بالمال))!!!
-مجهر/فضيلة زياية ( الخنساء)-
حين يحبك شخص حقا وصدقا: يقوم بأفعال المستحيل من أجل الوصول إليك وحمايتك، ولا تغضبه تصرفاتك أبدا، بقدر ما يتغاضى عن أخطائك ويغفر لك الزلات. لن تفرق بينكما الأحداث بل تهون في نظره المسافات البعيدة جدا، فتصبح -في نظره- بضعة سنتيمترات لا غير. صراحة، أحتقر -احتقارا بالغا- ذلك الذي يطلب التكريمات لنفسه بالباطل ويحوز على التبجيل من غير وجه حق، وهذا التبجيل جائر ظالم وهو تغطية لعجز خفي ظاهر في الميادين كلها... هو محاولة منه طمس جرائم كثيرة قد ارتكبها؛ وهو المقهور من داخله قهرا فظيعا، المدمر في نفسه تدميرا رهيبا لا يمكن لصدوعه أن تلتئم، وهو الجاني المجرم الخطير: حين أمن العقوبة وتغاضى عن عقابه من هو أكثر منه جهلا وظلما، فراح يتمادى في شره وطغيانه من غير حسيب ولا رقيب، ليس من حقه حيازة تكريم مضحك يبعث على الاشمئزاز والقرف إلى حد الغثيان: يعلي بوساطته نفسه بنفسه، ولا من شرفه فأعلى مقامه الهابط، فهو كالدخان الملوث الذي يحجب الجو النقي بقذارته التي تبعث الأمراض بفعل نفث جراثيمها القاتلة، ويصنع لنفسه هالة كاذبة خاطئة من المجد المزيف الذي لا أساس له من الصحة، فيجمع حوله فيالق الحمقى الذين هم محدودو المستوى ضيقو الفكر... أولائك الألى أكثر حمقا من حمقه الممقوت وتلاعبه المعهود. تحضرني قصة الأجداد، مفادها أنه قد قيل للقط -أكرمكم الله وأعزكم-
((من الشاهد عليك لصالحك))؟؟؟
فقال لهم: ((ذيلي))!!! والحديث قياس.
ليس كل تكريم هو حقيقة ناصعة تؤكد على جدارة الشخص المكرم، فانتبهوا وتفطنوا يا أولي الألباب!!! فلقد يكون المكرم نكرة مقهورا منكسرا من داخله، متورطا في جرائم فظيعة جدا، ولقد تكون جرائمه الفظيعة جرائم يخجل بها الحر اللبيب. لا يضع الراقي أنفه في تكريم مدير جائر ظالم أبدا، وطالب التكريم لنفسه لن يأمن على نفسه الجشعة المقهورة عقاب الله العادل... لأن معظم الحائزين على جائزة "نوبل" مجرمون خطيرون، ينوء بهم كاهل التاريخ الناصع.
|